عينان في زحام: كيف بدأت الحكاية
في زاوية من زوايا
السوبر ماركت، بين رفوف تكتظ بالسلع، بدأت قصة لم يخطط لها أحد. كانت "ليلى"
تتفحص قائمة مشترياتها بانشغال، شعرها الداكن ينسدل على كتفيها، ونظاراتها الطبية
تستقر على أرنبة أنفها، مما أضفى عليها جاذبية خاصة ممزوجة بالجدية. كانت تبحث عن
نوع معين من الشوكولاتة، ويبدو أنها لم تكن متوفرة.
![]() |
| عينان في زحام: كيف بدأت الحكاية |
في هذه الأثناء، مر "كريم"
بجانبها وهو يدفع عربة تسوق تكاد تكون فارغة. كان وجهه يعكس بعض الملل من روتين
التسوق، لكن عينيه البنيتين التقطتا ليلى وهي تهمهم بتذمر خفيف. توقف كريم لبرهة،
ليس لأنه وجد شيئًا مثيرًا للاهتمام على الرفوف، بل لأن شيئًا ما في ليلى لفت انتباهه.
بدا للحظة وكأن الزمن
توقف. ليلى رفعت رأسها لتنظر إلى الرف العلوي، وصدف أن التقت عيناها بعيني كريم. كانت
نظرة خاطفة، لم تستغرق أكثر من جزء من الثانية، لكنها كانت كافية لإشعال شرارة
خفية. ابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتي كريم، وردت عليها ليلى بابتسامة أكثر خجلًا
قبل أن تعود لتحدق في الرفوف وكأن شيئًا لم يحدث.
عاد كريم ليدفع عربته
ببطء، لكن هذه المرة، لم يكن الملل هو ما يسيطر عليه. كان يفكر في تلك النظرة، في
تلك الابتسامة. ليلى من جانبها، شعرت ببعض الدفء في خديها. لم تكن من النوع الذي
ينجذب بسرعة، لكن هناك شيئًا في نظرة كريم كان مختلفًا، نظرة حملت مزيجًا من الفضول
واللطف.
بعد أن أخذت ليلى
قرارها بشراء نوع آخر من الشوكولاتة، اتجهت نحو صندوق الدفع. وفي طريقها، لاحظت
كريم يقف في الطابور المجاور.
لم يتمالك كريم نفسه،
وقال بابتسامة خجولة: "يبدو أن الشوكولاتة التي تبحثين عنها غير متوفرة اليوم."
تفاجأت ليلى قليلًا، ثم
ضحكت بخفة وقالت: "نعم، للأسف. ولكن وجدت بديلًا جيدًا."
استمر الحديث بينهما
لبضع دقائق، حديث عفوي عن الشوكولاتة، وعن صعوبة إيجاد بعض المنتجات أحيانًا. تبادلا
أطراف الحديث وكأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن. وعندما حان دور ليلى للدفع، شعرت
برغبة غريبة في ألا ينتهي هذا اللقاء بهذه السرعة.
قبل أن تغادر، جمع كريم
شجاعته وقال: "اسمي كريم، تشرفت بلقائك."
ابتسمت ليلى وقالت:
"وأنا ليلى، تشرفت بمعرفتك."
تبادلا أرقام الهاتف،
مع وعد بلقاء آخر، ربما لتناول القهوة هذه المرة، وليس البحث عن الشوكولاتة. وبينما
كانت ليلى تغادر السوبر ماركت، شعرت بقلبها يخفق بطريقة مختلفة. نظرة عابرة في
سوبر ماركت، كانت كفيلة بفتح باب لقصة جديدة، قصة بدأت بين رفوف السلع، ووعدت بأن تتجاوزها
بكثير.

إرسال تعليق